03 - 05 - 2025

نبضة | مع الحبيب والأربعين النووية (3)

نبضة | مع الحبيب والأربعين النووية (3)

انتهى ثالث أيام رمضان مع حديث يدعونا للتقوى والبعد عن كل فعل فيه شك وريبة ، ويرسم منهجا يوضح فيه معالم الطريق والوسائل التى تعين وتساعد على بلوغ الهدف.

عن أبى محمد الحسن بن على بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم "دع مايريبك إلى ما لا يريبك" .

رواه الترمذى والنسائى وقال الترمذى حديث حسن صحيح.

راوى الحديث هو الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما وهو سبط رسول الله ابن فاطمة والأحاديث التى رواها قليلة لوفاة الرسول وهو فى السابعة من عمره.

والحديث يتضمن أمرا عاما بترك كل مايريب الانسان .. وجاء ذكر لا ريب فى بداية سورة البقرة (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه)

ومعنى الحديث ترك الشبهات فى العبادات والمعاملات ، على المتقى ألا يأكل المال الذى فيه شبهة كما يحرم عليه أكل الحرام.

وقد تقدم قوله إلى ما لا يريبك أى أعدل إلى ما لا ريب فيه من الطعام الذى يطمئن به القلب وتسكن إليه النفس .

والأمر فى الحديث يتعلق – كما ورد فى تفسير العلماء للحديث - بالمشتبهات فى الدين من العبادات والحلال والحرام فى المعاملات، والحسن والقبيح والسنة والبدعة فى الأقوال والأعمال .

وفى كتاب  فيض القدير للامام عبد الرؤوف المناوى: دع ما يريبك أى اترك ما تشك في كونه حسنا أو قبيحا أو حلالا أو حراما إلى ما لا يريبك أى إعدل إلى ما لاشك فيه وتيقنت حسنه وحله.

وفى كتاب التنوير شرح الجامع الصغير تقع الريبة فى العبادات والمعاملات وسائر أنواع الأحكام. والأثر المترتب على العمل بالحديث وترك ما يريب الحماية من الوقوع فى الحرام مما يورث الطمأنينة والسكينة فى النفس .

وللسلف الصالح رضوان الله عليهم مواقف وأقوال فى هذا المعنى الذى يتضمنه الجديث

ومن هذا ماقاله أبو ذر الغفارى رضى الله عته أنه قال : تمام التقوى ترك بعض الحلال خوفا

أن يكون حراما.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه، وإغننا بحلالك عن حرامك.
---------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي

مقالات سابقة " مع الحبيب والأربعين النووية"

مقالات اخرى للكاتب

نبضة/ مع الحبيب والأربعين النووية (30)